❷ سارعوا إلي ربكم وجنة

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)

الاثنين، 2 مايو 2022

هذا نذير ...... يا جده وحال الناس عند نزول العذاب عبدالرحمن اليحيا التركي

 

هذا نذير ...... يا جده

وحال الناس عند نزول العذاب   لعبدالرحمن اليحيا التركي   السلام عليكم

سنة الله في هذه الحياة ان النعم اذا شكرت زادت واذا كفرت بادت 

 وان بقيت فهي استدراج ونحن في نعم لا تعد ولا تحصى ظاهرة وباطنة لم تحصل عليها امة من الامم قبلنا 

 والنعمة بدون ايمان يطلق عليها نعمة بفتح النون واسكان العين لانه استدراج 

 ( ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بلا يشعرون

والنعمة مع الايمان يطلق عليها نعمة  بكسر العين وقد ضرب الله لنا ثلاثة أمثلة حسية في كتابه

القرية الامنة المطمئنة التي ياتيها رزقها رغدا من كل مكان ) الناس يصنعون ونحن نركب الناس ينسجون ونحن نلبس الناس يزرعون ونحن ناكل ) ياتيها رزقها رغدا فماذ حصل كفرت بانعم الله  فاذا قها الله لباسين لباس الجوع ولباس الخوف ) ومن المؤسف حقا اننا نرى بوادر النقم ظهرت ونتوهم بانه ليس عندنا شيء  بلينا بفتنة الدين من زيغ القلوب والتثاقل عن الصلوات  وقطيعة الارحام وعقوق الوالدين واكل الحرام والسرقات وشرب الخمور وضرب المعازف ويتوهم البعض بانه على خير العمل واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم بل اذا ذكر بالله قال الناس فيهم خير قال الحسن لايامن النفاق الا منافق ولا يخافه الا مؤمن

والمثال الثاني قرية سبأ اعطاهم الله نعم في مقر اقامتهم واسفارهم اما مقر اقامتهم فجنتان واما اسفارهم فلا يجدون مشقة

اعطاهم الله ثلاث نعم الاولى كانوا مجتمعين والثانية كانوا في اسفارهم لايحملون الطعام  والثالثة كانوا في امن ( سيروا فيها ليالي واياما امنين )

وصف الله حالهم فقال ( جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وشكروا له ) المطلوب شكر النعم ولكنهم كما قال الله ( فاعرضوا  ) فبدل الله الجنتين المثمرتين بجنتين غير مثمره

وبدل رغد العيش جوعا

وبدل اجتماعهم الى افتراق فمزقهم كل ممزق )

وبدل الامن الى خوف ولكنهم لم يشكروا فارسل عليهم سيل العرم  وكثير من الناس ينسب هذه الامور الى الطبيعة وينسى الله

ونحن نعيش في هذه الازمنة افضل مما كان عليه اهل سبأ فجمع الله لنا رغد العيش والامن والاجتماع بل نسافر فلا نحمل طعام ولا فراش  ولا ثياب ولا نجد مشقة السفرولا نحمل هم السكن بل نجد كل ما نطلبه بارخص الاثمان ولكن كثير منا من يحصل على هذا النعم ويتمتع بها  فلا يشكرها

والمثال الثالث قبيلة هود

كانوا يبنون بكل ريع ايه يعبثون

ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون

واذا بطشوا بطشوا جبارين

لم يخلق الله مثلها في البلاد امة تفوقت عمرانيا و صناعيا وعسكريا وعلميا وكانوا مستبصرين

والنتيجة لما نصحهم هود عليه السلام  وذكرهم بنعم الله عليهم فكان جوابهم

سواء علينا اوعظت ام لم تكن من الواعظين فاهلكهم الله بريح صرصرعاتية

ولذلك المعاصي لها عقوبات عاجلة واجله واثارا سيئة على العباد والبلاد

فكم اهلكت الذنوب من امه وكم دمرت من بلاد فكل بلاء وشر وفتنةكله بسبب الذنوب ( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم  )

وقد اخبرنا الله في كتابه ما حل بالامم السابقة التي عصت ( فكلا اخذنا بذنبه ) فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحه ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا ) ثم بعد ذلك بين الله عدله فقال ( وما كان الله ليظلمهم )سورة العنكبوت39

اما حال الناس حين نزول العذاب فكما اخبر ربنا في سورة الانبياء وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وانشانا بعدها قوما اخرين

فلما احسوا باسنا ) أي ايقنوا بالعذاب وظهرت  علاماته اذا هم يركضون

فقال الله ( لاتركضوا ) أي لاتفروا من النعم التي شغلتكم عن طاعة الله وشغلوا بها عن الله فنسوا الله

ومعنى ايضا لاتركضوا أي استهزاء بهم لانهم فروا وتركوا منازلهم ومتاجرهم كما يلاحظ ذلك اثناء الزلازل او الفيضانات او عندما يرى تجمع السحب

اما قوله قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين ) اخذوا يلومون انفسهم فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) لانه ما ينفع  الاعتذار بعد نزول العذاب

واذا تاملنا احوالنا في هذه الايام والازمنة المعاصرة وما حل بنا من عقوبات شيء نسمعه وشيء نحسه وشيء نشاهده نذكر منها على سبيل الاجمال

1- الحروب الطاحنة فكم من بلاد امنه سلط الله عليها الحروب فمزقتهم كل ممزق فخرجوا جماعات وفرادى الى الجبال والصحاري هروبا من الموت وتركوا القصور واصبحوا لاجئين ينتظرون مد يد العون ممن حولهم بعد العز ورغد العيش

2- فساد الهواء بالاتربه والدخان حتى تدنت الرؤية وحتى فسدت البيوت والاثاث والطرقات وتسببت بالامراض ووجد الناس طعم الغبار في حلوقهم

3- فساد الابدان بالامراض والاوجاع التي لم تكن في اسلافهم حتى حبس الرجل في بدنه وحبس عن طاعة الله ووجد الم المرض وحسرة الطاعة

4- فساد الزروع والثمار حتى اضطروا الى علاجها بالادوية من كثرة الافات والامراض والجوائح

5- فساد القلوب بالبغضاء والحسد فتراهم كما اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( اخوان العلانية اعداء السريرة ) حتى قطع الاخ اخيه والقريب قريبه والجار جاره وتلاعنت القلوب كلما دخلت امة لعنت اختها  وشحنت الصدور فاصبح الناس متباغضين  لايثق احد باحد  ولا يتنازل احد لاحد حتى تحول المجتمع الى ميدان حرب والحرب ليست حرب مدافع بل حرب كراهيه

6- عقوبة فساد الماء بتلوثه ومعالجتة بالاوزون والكلور وغورانه بالارض او القحط  واذا نظرت الى هذه المياه خفت من عدم صلاحيتها للشرب واذا نظرت الى الابار فمالحة لاتصلح للشرب

7- حوادث السيارات فاصبحت تحصد في الناس اشد من احصائيات الحرب منهم القتيل والجريح والمشوه

 

جاءتنا النذر  وظهرات بوادر النقم فكسفت الشمس فقالوا امر طبيعي وقحطت الارض وقالوا امر طبيعي وحصلت الفيضانات وتهدمت الجسور  وهلكت المزارع والمواشيء ولا زالوا مصرين على انها امور طبيعية ومن رحمة الله بنا انه لايعاجل الناس بالعذاب والعقوبة الكبرى الا بعد ارسال الرسل والنذر قبل نزول العذاب الاكبر

وقد سئل بعض من يتابع كسوف الشمس  عن انطباعاته تجاة رؤية هذا الحدث فقال هذا منظر طبيعي جميل ولا شك ان هذا جهل عظيم اذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم حينما  راى هذا الحدث خرج فزعا وصلى صلاة طويلة وقال اذا رايتم ذلك ففزعوا الى الصلاة والاستغفار والصدقة (فاذا رايتم ذلك فصلوا وادعوا وتصدقوا وكبروا )

الخسوف والكسوف ايتان يخوف الله بها عبادة فالله يرسل الايات تخويفا لعباده

والسؤال لماذا امرنا بالصلاة اذا كسفت الشمس

لانه بعد حدوث هذه الظاهرة ينزل عذاب في الارض اما فيضانات او حروب او امراض او زلازل او مصائب ولهذا خرج رسول الله فزعا الى صلاة الكسوف وصلى صلاة طويلة

يقول الله (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ) (وما نرسل بالايات الا تخويفا )لقد اتخذ الناس هذا الظاهرة الخطيرة للفرجة وخرجوا الى الطرقات ينظرون ويضحكون ولا يبكون ولا يصلون وكأنهم في مأمن عن غضب الله وظنوا انه حينما اعلن عنها في الصحف انه امر طبيعي مع انه يمكن معرفة ذلك بالحساب مثل مواقيت الصلوات ومعرفة الغروب والشروق ولذلك يرسل الله هذه الايات حتى يحدث الناس توبه فهل تبنا وهل تاب من ترك الصلاة او تاب من اكل الربا واصبح ينمي ماله بالحرام والغش وبالنصب وبالاحتيال وهل تاب من قطع ارحامه وهل تاب من يزني او يسرق  ( فلما نسوا ما ذكروا به ) خسوف كسوف حروب زلالزل امراض غلا اسعار  ( اخذناهم بغتة مبلسون )

وسبحان الله كانت جدة على موعد مع يوم الاربعاء قبل انتهاء شهر صفر وحصل لها ما حصل وكسفت الشمس في اخر شهر محرم وحصل عدة كوارث في شهر سفر سقي اقوام وسعد اخرون وقتل من قتل وحصل بعد الكسوف احداث وفيضانات ومصائب ونعم ونقم  والعجيب ان كاتبة تكتب في كارثة جدة في عام 1430 وتقول ان بعض من يصف نفسه بالتدين لايتورع عن تبرير ما حصل بجدة بانه عقوبة للمعاصي فهم يخرجون في كل كارثة  تحل بنا ويحذروننا من المعاصي سواء حينما حل بنا الزلزال او تلونت سماء الرياض بالحمرة نتيجة عاصفة رملية  زاعمين انه عذاب الهي  واهل جدة اناس طيبين اهل صلاح وتقوى وقد ابتلاهم الله لانه يحبهم  ولسنا نذكر هذا اننا فرحين بما صابهم او نشمت بهم فلا يجوز لمسلم ان يفرح بمصاب اخيه بل نتمنى لكل مسلم ان الله يعافيه ويتوب عليه وان يفتح الله له ابواب رحمته

بالنسبةلأمطار جده فنقول للجميع

نبينا حينما طلب من ربه الغيث قال ( اللهم صيبا نافعا ) فهل المطر الذي نزل على جدة مرتين صيبا نافعا ام ضار

هل هلكت فيه انفس واموال وممتلكات ام لا

لقد كان رسولنا اذا راى السحاب خاف فسالته عائشة   عن سبب خوفه من رؤية السحاب فقال ( وما يؤمنني ان يكون عذاب ) لقد قال قوم عاد هذا عارض ممطرنا

قوم سبا لما اعرضوا وكفروا نعمة الله ارسل عليهم سيل العرم ولو لم يخبرنا ربنا بانه عذاب لما قلناه ولما عرفناه ولا نجزم بان ما حصل لاهل جده عذاب لكن المؤمن يخاف ويخشى على نفسه لعله سخط المطر ينزل تارة رحمة وتارة عذاب والله بين لنا في كتابه ( انزلناه بقدر ) أي بقدر الحاجة فاذا زاد فهو عذاب

 

ان المطر الرحمة حينما ينزل له صفات

اولا: ان الله الذي ينشء السحاب ويجعله متراكبا

ثانيا هو الذي ينزل الودق من خلاله فالله وحده هو الذي ينزله من السحب ( ءاانتم انزلتموه من المنزن ام نحن المنزلون )

ثالثا جعله الله قطر حتى لايهلك الزروع وغيرها لان مطر الرحمة ينزل قطر بخلاف مطر العذاب ينزل منهمر كما نزل على قوم نوح ( ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر )

رابعا الله لم يجعله فوق الارض حتى لاينتن بل تمتصه الارض  وجعله في الطبقات القريبه من الارض ليسهل استخراجه كالخزانات

خامسا لم يجعله اجاجا أي مالح بل انزل عذبا زلاللا ( لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات )

فالمطر الرحمة يجعله الله صيبا نافعا والعذاب يجعله ضار ا مهلكا

وعليه فكل شر وبلاء وفتنة سببه الذنوب والمعاصي  والمصائب اذا نزلت بالمؤمن فتكون كفارة لخطاياه وتذكيرا له زتزهيدا له في الدنيا ورفعة له في الدرجات واما الكافر والمنافق فالمصائب والعقوبات اذا نزلت به فيكون حاله كالبعير او العير عقله اهله فلم يدري لما عقل واطلق من عقاله فلم يدري لما اطلق

من الخطأ الكبير أن يتوهم الإنسان أن كل من أهلكه الله في هذا الكوارث انه مذنب يستحق الهلاك، هذا تعميم، والتعميم من العمى، فكل يموت على نيته، وعلى ما عاش وتقول عليه، يقول عليه الصلاة والسلام، فيما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة:

إن الله تعالى إذا أنزل سطواته ( قهره وبطشه )على أهل نقمته، فوافت آجال قوم صالحين، فأهلكوا بهلاكهم، ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم

 

هذه الكوارث رساله للمتحررين الذين توهموا أن الحرية تعني التفلت من كل قيد ديني أو أخلاقي أو اجتماعي لذلك الله عز وجل يقول:

﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ﴾ وهناك نداءات كثيرة فهذه الكوارث من الكسوف والخسوف والقحط وغلا الاسعار والحروب والعواصف كلها مناذير للبشر فان تابوا وانابوا فالله حبيبهم وان ابوا فالله طبيبهم يسلط عليهم المصائب ليطهرهم من الذنوب والمعائب وكل الذي نخشاه ان يسلط علينا عقوبات اعظم مما حصل لان الناس اذا اصروا على المعاصي مع كثرة المناذير يكونون عرضة للعقوبة الكبرى لان الله يبلوهم بالحسنات والسيئات  لعلهم يرجعون فان تابوا وانابوا كان خيرا لهم وان اصروا على ذنوبهم كانوا على خطر عظيم  فيخشى عليهم الزيغ وفتنة الدين لانه ما دامت العقوبة في الاموال والابدان والاولاد فالامر هين لكن مصيبة الدين بلاءها عظيم لانها خسارة الدنيا والاخرة لقد عاب الله على اقوام في اخر سورة التوبة بانه بفتنهم كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون

والله اننا بحاجة ماسة الى التوبة والاعتبار قبل ان تحل بنا عقوبة الله وقد تكون اشد مما نحن فيه والسؤال الذي يوجه للجميع هل احدثنا توبة  نسال الله ان يرزقنا التوبة والانابة والاعتبار فالعبر كثيرة والمعتبرين قليل

عياذا بالله من اسباب سخطه وعقابه وشر عباده والله نسال ان يحفظ اهل هذه البلاد وجميع بلاد المسلمين من المصائب والكوارث والفتن والمحن والزلازل 

كتبه عبد الرحمن اليحيا التركي في 28/2/1432هـ 

========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجامع لأحكام الجنائز {ج 2 و ج 4.}في سؤال وجواب المؤلف ندا أبو أحمد

  2ـ المشروع والممنوع بعد الوفاة M إن الحمد لله تعالى نحمده     ونستعينه   ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ...