❷ سارعوا إلي ربكم وجنة

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)

السبت، 18 ديسمبر 2021

3ث شعبة علوم رياضيات وكيمياء وفيزياء وأحياء ولغة عربية

 


  1. الرياضيات للصف الثالث الثانوي 2017
  2. - مذكرة الجبر والهندسة الفراغية
  3. - مذكرة التفاضل والتكامل
  4. - مذكرة الديناميكا
  5. - مذكرة الاستاتيكا
  6. الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2017
  7. - مذكرة الفيزياء
  8. الكيمياء للصف الثالث الثانوي 2017

3 ثانوي

 

  1. من موقع دوت كوم تنزيلات
  2. اللغة العربية للصف الثالث الثانوي 2017
  3. - مذكرة لغة عربية كاملة جديدة 2017
  4. - اللغة العربية للصف الثالث الثانوي: سلسلة النوابغ للأستاذ كمال عبد رب النبي 2017
  5. - مذكرة أساسيات الإعراب والتي ستسهل عليكم الإعراب بشكل كبير
  6. - نحو الصف الثالث الثانوي: شرح مبسط لقواعد اللغة العربية 2017
  7. اللغة الإنجليزية للصف الثالث الثانوي 2017
  8. - المذكرة الأولى لغة إنجليزية كاملة جديدة 2017
  9. - المذكرة الثانية لغة إنجليزية كاملة جديدة 2017
  10. - مذكرة الأسئلة المتوقعة في اللغة الإنجليزية للصف الثالث الثانوي 2017
  11. - مذكرة المهارات
  12. - كيفية كتابة البراجراف
  13. - مذكرة قصة سجين زندا The prisoner of Zenda
  14. اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2017
  15. - مذكرة قواعد اللغة الفرنسية
  16. الإحصاء للصف الثالث الثانوي 2017
  17. - مذكرة إحصاء للصف الثالث الثانوي 2017
  18. - خلاصة الإحصاء للصف الثالث الثانوي 2017
  19. التربية الدينية للصف الثالث الثانوي 2017
  20. - مذكرة التربية الدينية للصف الثالث الثانوي 2017
  21. الشعبة العلمية
  22. الرياضيات للصف الثالث الثانوي 2017
  23. - مذكرة الجبر والهندسة الفراغية
  24. - مذكرة التفاضل والتكامل
  25. - مذكرة الديناميكا
  26. - مذكرة الاستاتيكا
  27. الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2017
  28. - مذكرة الفيزياء
  29. الكيمياء للصف الثالث الثانوي 2017
  30. - مذكرة الكيمياء
  31. الأحياء للصف الثالث الثانوي 2017
  32. - مذكرة الأحياء
  33. - الأحياء للثانوية العامة: جميع الرسومات 2017
  34. الجيولوجيا للصف الثالث الثانوي 2017
  35. - مذكرة الجيولوجيا
  36. - الجيولوجيا الصف الثالث الثانوي: أهم رسومات المنهج
  37. الشعبة الأدبية
  38. الجغرافيا للصف الثالث الثانوي 2017
  39. - الجغرافيا السياسية للصف الثالث الثانوي: مذكرة الشرح + الخرائط 2017
  40. - كتاب التدريبات في الجغرافيا السياسية الثالث الثانوي - صالون الشرقاوي
  41. - الجغرافيا للصف الثالث الثانوي: اختبارات على الوحدة الأولى والتمهيدية 2017
  42. الفلسفة والمنطق للصف الثالث الثانوي 2017
  43. - مذكرة الفلسفة والمنطق للصف الثالث الثانوي 2017 أمل البدري
  44. - الثانوية العامة: جميع امتحانات الفلسفة والمنطق 2016-2017
  45. - الفلسفة للصف الثالث الثانوي: مذكرة للأستاذ خالد فيوم 2017
  46. علم النفس والاجتماع للصف الثالث الثانوي 2017
  47. - علم النفس والاجتماع للصف الثالث الثانوي: مذكرة المنهج الجديد - شرح علم النفس والاجتماع كاملًا للصف الثالث الثانوي
  48. مذكرة شرح الميكانيكا للصف الثالث الثانوي والأزهري الحصول علي المذكرة من هنا.
  49. تحميل مذكرة شرح نحو صف ثالث ثانوي وأزهر ممن هنا.
  50. لتحميل مذكرة مادة الأنجليزية للصف الثالث الثانوى من هنا.
  51. تحميل مذكرة مادة الكيمياء للصف الثالث الثانوى من هنا.
  52. تحميل مذكرة شرح التفاضل والتكامل للصف الثالث الثانوي والأزهري من هنا.
  53. تحميل الفيزياء مذكرة من هنا
  54. لتحميل مذكرة مادة الأدب للصف الثالث الثانوى من هنا.
  55. لتحميل مذكرة مادة البلاغة للصف الثالث الثانوى
  56. يمكنك تحميل مذكرة مادة البلاغة للصف الثالث الثانوى من هنا.
  57. لتحميل مذكرة مادة الأقصاد للصف الثالث الثانوى من هنا.
  58. تحميل مذكرة مادة الفرنساوي للصف الثالث الثانوى من هنا.
  59. تحميل مذكرة شرح التفاضل والتكامل للصف الثالث الثانوي والأزهري من هنا.
  60. تحميل مذكرة مادة الهندسة الفراغية للصف الثالث الثانوى
  61. يمكنك تحميل مذكرة مادة الهندسة الفراغية للصف الثالث الثانوى من هنا.
  62. تحميل مذكرة المراجعة النهائية في الكيمياء صف ثالث ثانوي من هنا
  63. لتحميل مذكرة مادة النحو للصف الثالث الثانوى من هنا.
  64. تحميل مذكرة المراجعة النهائية في العربي للصف الثالث الثانوي من هنا
  65. لتحميل مذكرة مادة الاستاتيكا الصف ثالث ثانوى من هنا.
  66. تحميل انجليش 3ث المذكرة من هنا
  67. تحميل جغرافيا سياسية 3ث من هنا
  68. مذكرة مادة مراجعة الفزياء للصف الثالث الثانوى من هنا.
  69. مذكرة مادة الفلسفة للصف الثالث الثانوى من هنا.
  70. مذكرة مادة منطق صف ثالث ثانوى من هنا.
  71. مذكرة المراجعة النهائية في فيزياء صف ثالث ثانوي من هنا
  72. مذكرة مادة منطق للصف الثالث ثانوى من هنا.
  73. ملخص نحو وارشادات بلاغية صف ثالث ثانوي من هنا
  74. مذكرة التدريبات النحوية فى اللغة العربية للصف الثالث الثانوى من هنا
  75. مذكرة النحو والصرف تحميل من هنا
  76. تحميل ملخص الفيزياء صف ثالث ثانوي من هنا.
  77. تحميل مراجعة ليلة الامتحان لغة عربية من هنا.
  78. مذكرة احياء للصف الثالث الثانوى من هنا.
  79. مذكرة تاريخ ثانوية عامة من هنا .
  80. تحميل مذكرة منطق للصف الثالث الثانوي مباشرا من هنا .
  81. تحميل مذكرة مراجعة ليلة الأمتحان فرنساوي للصف الثالث الثانوى مباشرا من هنا.
  82. تحميل مراجعة للفيزياء صف ثالث ثانوي مباشرا من هنا.
  83. اجابات كتاب الوزارة احياء للصف الثالث الثانوى مباشرا من هنا.
  84. تحميل اجابات كتاب الوزارة كيمياء للصف الثالث الثانوي مباشرا من هنا.
  85. تحميل ملزمة فرنساوي للصف الثالث الثانوى من هنا.
  86. مراجعة نهائية نحو 3ث من هنا.
  87. مراجعه اللغه الالمانية للثانوية العامة مباشرا من هنا.
  88. ملزمة جفرافيا سياسية للثانوية العامة من هنا.
  89. تحميل ملزمة فيزياء للثانوية العامة من هنا.
  90. مراجعة نهائية الكيمياء للثانوية العامة من هنا.
  91. تحميل مراجعة لغة انجليزية ثانوية عامة من هنا.
  92. لتحميل مذكرة مراجعة القصة صف ثالث ثانوي من هنا.
  93. تحميل المراجعه النهائية في الجبر والهندسة من هنا.
  94. تحميل مذكرة تاريخ تالتة ثانوي من هنا
  95. تحميل مذكرة تاريخ تالتة ثانوي من هنا
  96. مذكرة لغة انجليزية ثانوية عامة من هنا
  97. تحميل قائمة بـ أهم الرسومات في مادة أحياء 3 ثانوي من هنا
  98. تحميل مذكرة شرح أحياء للصف الثالث الثانوي والأزهري من هنا.
  99. تحميل نموذج إجابة كتاب المدرسة فيزياء صف ثالث ثانوي والأزهري من هنا.
  100. تحميل مذكرة شرح جبر ثانوية عامة وأزهري من هنا. وتحميل مذكرة آخري من هنا.
  101. حميل قطع النحو المتوقعه ثانوية عامة من هنا
  102. ملخص جيولوجيا تالتة ثانوي من هنا.
  103. تحميل مذكرة مادة نحو للثانوية العامة من هنا.
  104. تحميل ملخص الجفرافيا تالتة ثانوي من هنا.
  105. تحميل مراجعة ليلة امتحان في الادب صف ثالث ثانوي من هنا
  106. تحمميل مراجعه جبر وهندسة فراغية تالتة ثانوي ا من هنا
  107. تحميل مراجعة ليلة الامتحان فى لغة انجليزية من هنا
  108. استاتيكا 3ث تحميل المذكرة من هنا.
  109. تحميل ملخص الاستاتيكا في ورقتين من هنا
  110. تحميل إجابات الـ 50 سؤال في مادة التفاضل والتكامل من وزارة التربية والتعليم ثانوية عامة من هنا
  111. حل وإجابات اسئلة وتمارين كتاب الوزارة الهندسة الفراغية ل3ث من هنا
  112. تحميل مذكرة مراجعة فرنساوي 3ث من هنا
  113. تحميل مراجعة نهائية ديناميكا صف ثالث ثانوي من هنا
  114. تحميل مراجعة ليلة امتحان في التفاضيل والتكامل ا من هنا
  115. تحميل مراجعة النهائية في الاستاتيكا 3ث من هنا
  116. تحميل مذكرة مراجعة نهائية في علم نفس وإجتماع 3ث من هنا
  117. تحميل مذكرة مادة علم النفس والإجتماع للصف الثالث الثانوى
  118. يمكنك تحميل مذكرة مادة علم النفس والإجتماع للصف الثالث الثانوى من هنا.
  119. تحميل مذكرة مادة اللغة الألمانية 3ث من هنا.
  120. مذكرة فيزياء حديثة شرح ومرجعة ثانوية عامة مذكرة الشرح فيزياء من هنا و مذكرة أسئلة فيزياء من هنا
  121. تحميل مذكرة شرح الميكانيكا 3ث والأزهري من هنا.
  122. تحميل مذكرة قوانين الفيزياء ثانوية عامة من هنا
  123. مذكرة مراجعة أحياء ثانوية عامة من هنا
.......

رابط التنزيل والمشاهدة /رابط التنزيل والمشاهدة /س وج في الفيزياء تحميل الاجابات النموذجيه تحميل مذكرة الفصل الثالث الحث الكهرومغناطيسى للثانوية العامة

pdf من هنا/تحميل مذكرة فيزياء "الفصل الاول والثانى " للصف الثالث الثانوى pdf من هنا /مدونة أمي الحنونة الغالية.4 /. مدونة أمي الحنونة الغالية. /رابط التنزيل والمشاهدة /رابط التنزيل والمشاهدة/س وج في الفيزياء تحميل الاجابات النموذجيه تحميل مذكرة الفصل الثالث الحث الكهرومغناطيسى للثانوية/ العامة pdf من هنا/تحميل مذكرة فيزياء "الفصل الاول والثانى " للصف الثالث الثانوى pdf من هنا/مدونة أمي الحنونة الغالية./ما هي قيمة إقامة الشهادة لله في طلاق سورة الطلاق5هـ تقريبا/المدونة التعليمية المساعدة الثالث الثانوي.

......

. 7. مذكرة البدوي في التريخ الثالث الثانوي 8. الجبر والهندسة 3ث. 9. حمل مادة التاريخ مراجعة 3 ثانوي برابط مباشر 10. قوانين الهندسة الفراغية المنهج الجديد 2018 للصف ال... 11. مدرسه الإحياء والبعث سؤال وجواب لن يخرج عنهم الأمت... 12. لغة عربية سؤال وجواب 13. لغة عربية قصة الأيام سؤال وجواب الثالث الثانوي 63 ... 14. لغة عربية ثالث الثانوي (سؤال وجواب) النصوص 15. لغة عربية الأدب س و ج . 16. س وج الأدب3ث

 .

7. مذكرة البدوي في التريخ الثالث الثانوي

8. الجبر والهندسة 3ث.

9. حمل مادة التاريخ مراجعة 3 ثانوي برابط مباشر

10. قوانين الهندسة الفراغية المنهج الجديد 2018 للصف ال...

11. مدرسه الإحياء والبعث سؤال وجواب لن يخرج عنهم الأمت...

12. لغة عربية سؤال وجواب

13. لغة عربية قصة الأيام سؤال وجواب الثالث الثانوي 63 ...

14. لغة عربية ثالث الثانوي (سؤال وجواب) النصوص

15. لغة عربية الأدب س و ج .

16. س وج الأدب3ث

الاثنين، 28 يونيو 2021

تنزيلات مذكرات وكتب تعليمية 3ث

 

 

ارجع الي الروابط بالهامش الأيمن فيها ما تطلبه

 

 

 

المسارعة في حصد فضل الصدقة , وما تنفقوا من خير فلأنفسكم

 فضل الصدقة

من الالوكة بتصرف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

فإن من أبواب الخير العظيمة التي رغب فيها الشارع الحكيم وحث عليها، الصدقةُ.

 

 

قال تعالى:   وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ   [المنافقون: 10].

 

 

وقال تعالى:   وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ   [سبأ: 39].

 

 

وقال تعالى: / الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ /[البقرة: 274].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك، وقال: يمين الله ملأى، سحاء[1] لا يغيضها شيء الليل والنهار))[2].

 

 

فهذا وعد من الله بالإنفاق على من أنفق في سبيل الله، والله تبارك وتعالى لا يخلف وعده.

 

 

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني" قال: ((هم الأخسرون ورب الكعبة)) قال: "فجئت حتى جلست فلم أتقار[3] أن قمت". فقلت: "يا رسول الله، فداك أبي وأمي من هم؟" قال: ((هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا، وهكذا، من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم)) [4].

 

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانتْ مُسْتَقْبِلَةَ المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب"، قال أنس: "فلما نزلت هذه الآية: ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقال: "إن الله يقول في كتابه: ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله، فضعْها يا رسول الله حيث شئت"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أَبُو طلحة في أقاربه وبني عمه))[5].

 

 

قال ابن القيم رحمه الله: "وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه صلى الله عليه وسلم وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة ويحث عليها ويدعو إليها بحاله وقوله.

 

 

ولذلك كان صلى الله عليه وسلم أشرح الخلق صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدر"[6].

 

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يَسُرُّني أنَّ لي أُحُدًا ذهبًا تأتي علي ثالثة، وعندي منه دينار إلا دينار أُرْصِدُه لدين عليَّ))[7].

 

 

ولما سئل صلى الله عليه وسلم: "أي الصدقة أعظم"؟ قال: ((أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان))[8].

 

 

ومن فضائل الصدقة: أنها إذا كانت من كسب حلال خالصة لوجه الله تعالى؛ فإن الله تعالى يقبلها بفضله، ويضاعف ثوابها لصاحبها أضعافًا مضاعفة، والله ذو الفضل العظيم.

 

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تصدق بعِدْل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُها بيمينه ثم يُرَبّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل))[9] فيأتي المؤمن يوم القيامة وإذا بِحَسَناتِه أمثال الجبال فيفرح بثواب الله.

 

 

ومنها: تكفير السيئات: فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألا أدلك على أبواب الخير، الصوم جُنَّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))[10].

 

 

ومنها: نماء المال وزيادته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نَقصت صدقةٌ من مال))[11].

 

 

ومنها استظلال المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... منهم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))[12].

 

 

ويوم القيامة يأتي العالم بعلمه، والمجاهد بجهاده، والمصلي بصلاته، والصائم بصيامه، ويأتي المتصدق بالعلم والجهاد والصلاة والصيام، فهو قد طبع كتبًا للعلماء وقفًا على إخوانه المسلمين، وبنى مسجدًا يصلي فيه المسلمون، وأعان المجاهدين في سبيل الله بماله، وفطر الصائمين على نفقته، فيحصل له أجْرُ هؤلاء جميعًا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

 

 

ومنها أنَّ الصدقة تقي العبد كثيرًا من الشرور والمصائب، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "وهذا شيء معلوم عند النَّاس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به؛ لأنهم جربوه، حتى لو كانت هذه الصدقة من ظالم أو كافر، فإن الله يدفع عنه بها كثيرًا من الشرور والمصائب))[13].

 

 

قال الشاعر:

 

مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لاَ  يَعْدَمْ  جَوَازِيَهُ ♦♦♦ لاَ يَذْهَبُ العُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ

 

 

ومن أفضل أنواع الصدقة، الصدقة الجارية التي تستمر للعبد بعد وفاته؛ مثل حفر الآبار، وبناء المساجد، وطباعة الكتب، ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والأوقاف الخيرية على الفقراء والمساكين ونحو ذلك.

 

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[14].

 

 

وعلى المنفق أن يراعي الأمور التالية: الإخلاص لله عز وجل في صدقته، وأن يحذر من الصدقة بالرديء من طعام أو لباس أو نحو ذلك، أو أن يتبع صدقته المن والأذى، أو أن يبخل بما أعطاه، أو أن يحتقر شيئًا من الصدقة، أو أن يرجع في صدقته.

 

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

==============================
[1] السح الصب الدائم، ومعنى لا يغيضها شيء: أي لا ينقصها.
[2] صحيح البخاري (3/ 242) برقم (4684)، وصحيح مسلم (2/ 690) برقم (993).
[3] فلم أتقار: أي لم يمكنني القرار والثبات.
[4] صحيح البخاري (4/ 217) برقم (6638)، وصحيح مسلم (2/ 686)، برقم (990).
[5] صحيح البخاري (1/ 452) برقم (1461)، وصحيح مسلم (2/ 693) برقم (998).
[6] "زاد المعاد" (2/ 22-23) بتصرف.
[7] صحيح البخاري (4/ 181) برقم (6444)، وصحيح مسلم (2/ 678) برقم (991).
[8] صحيح مسلم (2/ 716) برقم (1032) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[9] صحيح البخاري (1/ 435) برقم (1410)، وصحيح مسلم (2/ 702) برقم (1014).
[10] سنن الترمذي (5/ 12) برقم (2616).
[11] صحيح مسلم (4/ 2001) برقم (2588).
[12] صحيح البخاري (1/ 440) برقم (1423)، وصحيح مسلم (2/ 715) برقم (1031).
[13] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص50).
[14] صحيح مسلم (3/ 1255) برقم (1631).

 =========صور طبيعة خلابة اجمل صور وخلفيات طبيعية

  وما تنفقوا من خير فلأنفسكم

أما بعد:
بينما الصحابة جلوس حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار كأنه البدر، بل أبهى، أحاطت به نجومُ السماء، ينهلون من فيض خُلُقه وعِلمه قد سعدوا، وحقَّ لهم ذلك، فكيف لا يسعد من تكحَّلت عيناه برؤية خير البشر، وتشنفت أذناه بسماع خطاب أفضل الأنبياء والمرسلين؟! كيف لا يسعد من يجلس بين يدي إمام الأئمة وقدوة الخليقة؟! كيف لا يسعد من يستقي تعاليم الإسلام من معينه الصافي، ومنهله العذب؟!

بينما الصحابة على هذه الحال - وما أطيبها من حال! - إذ دخل عليهم قوم حُفاة عُراة، مُجتابي النمار أو العباء، فعباءة أحدهم لا تكاد تستر بعض جسده، مُتقلدي السيوف، عامتهم من مُضر، بل كلهم من مضر، بهم من الفاقة ما لا يعلمه إلا الله، قد تناوشهم العوز والحاجة، دفعهم الجوع والفقر، حتى ساقتهم أقدامهم إلى أكرم الخلق، وأرحم الناس بالناس، جاؤوا إلى من عاش هَمَّ أمته همًّا واحدًا ضاقت معه نفسه، حتى ما عادت تنشغل بغير الإسلام وأهل الإسلام، جاؤوا وقد أحسنوا المجيء، وأفلحوا في الاختيار، كيف لا، وقد قصدوا من يلهج إلى مولاه - سبحانه - أن يرزقه حبَّ المساكين، فامتلأ قلبه بحبهم، فغدا أبا المساكين، وملاذ الفقراء والمعوزين؟!

فلما رآهم - صلوات ربي وسلامه عليه - تَمَعَّر وجهه، ثم دخل بيته وخرج مضطرب الحال، منشغل التفكير، مهمومًا مغمومًا، فأمر بلالاً فأذَّن وأقام، فصلى ثم خطب، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[الحشر: 18]، تصدَّق رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة))، قال جرير: "فجاء رجلٌ من الأنصار بصرةٍ كادت كفُّه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل كأنه مذهبة".

هنا انفرجت أساريره - عليه الصلاة والسلام - وزال همُّه وانزاح غمُّه، وهو يرى أبناء أمته يشعرون بحاجة إخوانهم، ويهتمون لهمِّهم، ويرسمون في صورةٍ رائعة شعورَ الجسد الواحد، والأمة الواحدة بأشجار الإخاء وزهور المحبة، فقال - عليه الصلاة والسلام - مبيِّنًا قاعدةً مهمةً في هذا الدين، تدل على سموه وعلوه وعظمته ويُسره: ((من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء))؛ رواه مسلم.

إنها الصدقة شعار المتقين، ولواء الصالحين المصلحين، زكاة للنفوس، ونماء في المال، وطُهرة للبدن، مرضاة للربِّ، بها تدفع عن الأمة البلايا والرزايا، تطهِّر القلوب من أدران التعلُّق بالدنيا.

إن مال الإنسان في الحقيقة هو ما قدَّمه لنفسه ذُخْرًا عند ربِّه - جل وعلا - وليس ماله ما جمعه وكنزه، ثم اقتسمه الورثة بعده، وقَدِم هو إلى ما عمل وقدَّم، قَدِم إلى ربِّه وحيدًا فريدًا، غنيًّا عما خلَّف، فقيرًا إلى ما قدَّم؛ يقول – سبحانه -: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ[الأنعام: 94]، وفي الصحيح عن عبدالله بن مسعود  - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيُّكم مال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟)) قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا وماله أحب إليه، قال: ((فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر))، وفي الترمذي عن عائشة - رضي الله عنها -: أنهم ذبحوا شاةً، فتصدقوا بها سوى كتفها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بقي كلُّها غير كتفها))، وفي الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأقنى، ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس))؛ رواه مسلم.

واعلموا أنَّ الإنفاق من المال لا يزيده إلا بركةً؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -  صلى الله عليه وسلم -: ((ما نقصتْ صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عز وجل))؛ رواه مسلم.

والصدقة وكثرة الإنفاق في سبيل الله، وإطعام الفقراء والمحتاجين سببٌ لإنزال الرحمات من ربِّ البريَّات؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بينا رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابةٍ: اسقِ حديقةَ فلانٍ، فتنحَّى ذلك السحاب فأفرغ ماءَه في حرةٍ، فإذا شرجة من تلك الشِّراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبَّع الماء فإذا رجلٌ قائم في حديقته، يحوِّل الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال له: فلان، للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله لمَ تسألني عن اسمي؟ قال: سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه صوتًا يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه وآكل منها وعيالي ثلثًا، وأردُّ فيه ثلثه))؛ رواه مسلم.

واليسيرُ من البذلِ يستر من النار؛ يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((يا عائشة، استتِري من النار ولو بشقِّ تمرة؛ فإنها تسدُّ من الجائع مسدَّها من الشبعان))؛ رواه أحمد.

والصدقة تدفع البلاءَ، وتهوِّن شدائدَ الدنيا والآخرة، ويستظلُّ صاحبها فيها في المحشر، حتى يُقضى بين الخلائق؛ عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كلُّ امرئٍ في ظلِّ صدقته، حتى يُقضى بين الناس))؛ رواه أحمد، وابن خزيمة، وابن حِبَّان.

وخَرَّج الطبراني بإسناده: ((إن الصدقة لتطفِئ عن أهلها حرَّ القبور، وإنما يستظلُّ المؤمن يوم القيامة في ظلِّ صدقته))؛ صححه الألباني.

وإن الصدقة لتطفئ لهب المعصية، فإن لكلِّ معصية لهبًا؛ عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله  - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا أدلك على أبواب الخير؟‍)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((الصوم جُنَّة، والصدقة تطفِئ الخطيئةَ، كما يطفئ الماء النار))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

فأين الذين انغمسوا في الخطايا من تلك الصدقات التي تطفئها؟! وأين الخائفون من غضب الربِّ؟! وأين الخائفون من حرِّ القبور؟! ألا يتقون ذلك بالصدقات؟!

إن الناس يوم القيامة يكونون في زحامهم وشدة الحرِّ ودُنو الشمس منهم وتضايق الأنفاس، لكن هذا المتصدق لا يمسه من حرِّ الشمس شيءٌ؛ لأنه في ظلِّ صدقته يوم القيامة.

ولا يحقرن أحدنا من المعروف شيئًا ولو كسرة خبز، أو كأس ماءٍ أو لقمة طعام.
نعم، لا تحقرن من المعروف شيئًا، فربَّ مَبْلغٍ قليلٍ تنفقه في سبيل الله مع إخلاص، يتقبَّله الله عنده، فتأتي يوم القيامة وإذا هذه الصدقة مثل جبل أُحُد.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها، كما يربي أحدُكم مُهرَه، حتى إن اللقمة لتصير مثل أُحُد))؛ رواه البخاري ومسلم، وتصديق ذلك في كتاب الله: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ[التوبة: 104].

عبادَ الله:
إن الصدقة بمثابة البطانة التي يكون لك بها وِقاء من النار ونجاة من عذاب الله، وما من أحد منِّا إلا سيقف بين يدي الله وسيكلمه الله، فسوف يتمنَّى كلُّ واحدٍ منِّا أن لو تصدَّق بجميع ماله.

عن عدي بن حاتم رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة))؛ رواه البخاري ومسلم.

واعلموا أن أفضل الصدقات جهد المقلِّ، وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن الصدقة، فقال: ((أن تتصدق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تخاف الفقر وتأمل الغنى))، فأفضل الصدقة يا عباد الله، ما إذا كانت من إنسان قليل المال، ومع ذلك يتصدَّق.

والمنفِق تتيسَّر له أمور الحياة؛ قال - عز وجل -: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[الليل: 5 - 10]، وفي صبيحة كلِّ يوم يدعو ملك للمنفِق ماله؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من يومٍ يصبح العبادُ فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسِكًا تلفًا))؛ متفق عليه.

ومع هذه المدنية الزائفة وتعلق القلوب بها، ولهث الناس وراء الدنيا وانشغالهم بها، تعلو القلوب غشاوةٌ، وتلفها غبرةٌ، فيستحكم الشيطان على النفوس، ليلقي بوساوسه كلما همَّ المسلم بالصدقة: أنت أحوج إلى جمع المال، والأيام تتقلب، وأنت اليوم غنيٌّ وغدًا فقير، فأمسك المال ليوم تحتاجه فيه، ثم أنت صاحب المال، وجمعته بكدِّك وعرق جبينك، فلماذا يستحوذ عليه ذلك الفقير بلا عناء أو تعب؟! فتنطلي تلكم الخدع والوساوس على المسكين؛ ليردَّ ماله في جيبه، ويمضي لا يلوي على شيء.

أوما درى أحدنا أن المال مال الله؟! وكم من غني ما عرف حقَّ الله في ماله، أمسى معدمًا فقيرًا! وارقبوا الناس من حولكم، فأحوالهم صور وعِبَر، تشهد على أن الصدقة ثمرةٌ للمال وزيادة.

وكم دُعينا إلى الصدقة، فيجلس أحدُنا يقلب الأعذار، ومنِّا من يرمي سائلاً أو غيره بالكذب، وعدم الحاجة والاحتيال، ولا شك أن التثبُّت في وضع الصدقة في محلِّها مُهم، ولكن الأمر الأمَرَّ أن تكون تلك الأعذار حاجزةً لنا عن التصدق والبذل، فكلما رأى سائلاً تجنبه، وكلما ألقي عليه باب من أبواب البذل تعلَّل وتهرَّب، فتمضي الأيام وتتعاقب الشهور وتتوالى السنون، ولم يُخرج ولو شيئًا يسيرًا في سبيل الله.

أليس هذا هو الحرمان؟! بلى ورب الكعبة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ[البقرة: 272].

الخطبة الثانية

لقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة في الإنفاق في سبيل الله.

فقد أخرج الحاكم عن سُعدى زوجة طلحة - رضي الله عنه - قالت: "دخل عليَّ طلحة يومًا وهو خاثر النفس، فقلت له: ما لك كالح الوجه؟! ما شأنُك؟! فقال: المال الذي عندي قد كثُر وأكربني، فقالت: وما يُغمُّك؟ ادعُ قومك – تعني: فاقسمه بينهم - فدعا طلحة قومَه، فقسَّم المال بينهم حتى لم يبقَ منه شيء، وكان أربعمائة ألف درهم.

وأتى سائل إلى أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وعندها نسوة، فأمرت له بحبة عنب، فتعجَّب النسوة منها، فقالت: "إن فيها ذرا كثيرًا "، تتأول قوله - تعالى-: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ[الزلزلة: 7].

وعن سعيد بن هلال أن ابن عمر - رضي الله عنهما - نزل الجحفة وهو مريض فاشتهى سمكًا، فلم يجدوا إلا سمكةً واحدةً، فلما قُرِّبت إليه أتى مسكين حتى وقف عليه، فقال له ابن عمر: خُذها، فقال له أهله: سبحان الله! قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه، فقال: إنَّ عبدالله يحبه!!

وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقرأ القرآن فمرَّ بهذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران: 92]، قال: "ففكَّرت فيما أعطاني الله، فما وجدتُ شيئًا أحب إليَّ من جاريتي رُميثة، فقلت: هي حرةٌ لوجه الله"، قال مولاه نافع: "ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسانٍ أو زاد".

ووقف سائلٌ على باب الربيع، فقال: أطعموه سُكَّرًا، فقالوا: ما يصنع هذا بالسُّكر؟! نطعمه خبزًا أنفع له، قال: ويحكم أطعموه سُكرًا، فإن الربيع يحبُّ السُّكر!! 

===========

 

تفسير: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم)

 

الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ.

السورة ورقم الآية: آل عمران (92).

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لن تنالوا البر ﴾ التقوى وقيل: أَي: الجنَّة ﴿ حتى تنفقوا مما تحبون ﴾ أَيْ: تُخرجوا زكاة أموالكم.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ ﴾، يَعْنِي: الْجَنَّةَ، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٌ، وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: التَّقْوَى، وَقِيلَ: الطَّاعَةَ، وقيل: الخير، وقال الحسن: لن تكونوا أبرارا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن حماد الأبيوردي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرَّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا»، قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾، أَيْ: مِنْ أَحَبِّ أَمْوَالِكُمْ إِلَيْكُمْ، رَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ أَدَاءُ الزَّكَاةِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَالْكَلْبِيُّ: هَذِهِ الْآيَةُ نَسَخَتْهَا آيَةُ الزَّكَاةِ، وَقَالَ الْحَسَنُ: كُلُّ إِنْفَاقٍ يَبْتَغِي بِهِ المسلم وجه الله حتى التمرة يَنَالُ بِهِ هَذَا الْبِرَّ، وَقَالَ عَطَاءٌ: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ، أَيْ: شَرَفَ الدِّينِ وَالتَّقْوَى حَتَّى تَتَصَدَّقُوا وَأَنْتُمْ أَصِحَّاءُ أَشِحَّاءُ. عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أنس بن مالك يقول: «كَانَ أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةً المسجد، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَخٍ بَخٍ، ذَلِكَ مال رابح، ذَلِكَ مَالُ رَابِحٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ»، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَّمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنْ يَبْتَاعَ لَهُ جَارِيَةً مِنْ سَبْيِ جَلُولَاءَ يَوْمَ فُتِحَتْ فَدَعَا بِهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فقال عمر: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، فَأَعْتَقَهَا عُمَرُ، وَعَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَرَتْ عَلَى قَلْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ هَذِهِ الْآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَذَكَرْتُ مَا أَعْطَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا كَانَ شَيْءٌ أعجب إليّ من فلانة، وكانت جارية له، هِيَ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى، ولولا أَنَّنِي لَا أَعُودُ فِي شَيْءٍ جَعَلْتُهُ لِلَّهِ لَنَكَحْتُهَا، ﴿ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾، أَيْ: يَعْلَمُهُ وَيُجَازِي بِهِ.

 

تفسير القرآن الكريم 

الجامع لأحكام الجنائز {ج 2 و ج 4.}في سؤال وجواب المؤلف ندا أبو أحمد

  2ـ المشروع والممنوع بعد الوفاة M إن الحمد لله تعالى نحمده     ونستعينه   ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ...